الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وجوز أن يكون {خالق} فاعلًا لفعل مضمر يفسره المذكور والأصل هل يرزقكم خالق و{مِنْ} زائدة في الفاعل، وتعقب بأن ما في النظم الجليل إن كان من باب هل رجل عرف فقد صرح السكاكي بقبح هذا التركيب لأن هل إنما تدخل على الجملة الخبرية فلابد من صحتها قبل دخول هل ورجل عرف لا يصح بدون اعتبار التقديم والتأخير لعدم مصحح الإبتدائية سواه وإذا اعتبر التقديم والتأخير كان الكلام مفيدًا لحصول التصديق بنفس الفعل فلا يصح دخول هل عليه لأنها لطلب التصديق وما حصل لا يطلق لئلا يلزم تحصيل الحاصل ولاحتمال أن يكون رجل فاعل فعل محذوف قال بالقبح دون الامتناع وإن كان من باب هل زيد عرف فقد صرح العلامة الثاني السعد التفتازاني بأنه قبيح باتفاق النحاة وأن ما ذكره صاحب المفصل من أن نحو هل زيد خرج على تقدير الفعل تصحيح للوجه القبيح البعيد لا أنه شائع حسن غاية ما في الباب أن سبب قبحه ليس ما ذكره في قبح هل زيد عرف عند السكاكي لعدم تأتيه فيه بل السبب أن هل بمعنى قد في الأصل وأصله أهل كقوله:
وترك الهمزة قبلها لكثرة وقوعها في الاستفهام فأقيمت هي مقام الهمزة وتطفلت عليها في الاستفهام، وقد من لوازم الأفعال فكذا ما هي بمعناها، ولم يقبح دخولها على الجملة الاسمية التي طرفاها اسمان لأنها إذا لم تر الفعل في حيزها تتسلى عنه ذاهلة وهذا بخلاف ما إذا رأته فإنها حينئذ تتذكر عهودًا بالحمى وتحن إلى الألف والمألوف وتطلق معانقته ولم ترض بافتراق الاسم بينهما، ويعلم من هذا أنه لا فرق عند النحاة بني هل رجل عرف وهل زيد عرف في القبح لذلك.وأجاب بعضهم بأن مجوز هذا الوجه الزمخشري ومتابعوه وهو لا يسلم ما ذكر لأن حرف الشرط كان مثلًا ألزم للفعل من هل لأنه لا يجوز دخوله على الجملة الاسمية التي طرفاها اسمان كما دخلت عليها هل وقد جاز بلا قبح عمل الفعل بعده على شريطة التفسير كقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ المشركين استجارك} فيجوز في هل بالطريق الأولى، وقيل: يجوز أن يكون {يَرْزُقُكُمْ} الخ مستأنفًا في جواب سؤال مقدر تقديره أي خالق يسأل عنه، وأن يكون هو الخبر لخالق، ولا يخفى على متأمل أن ما نقل عن الكشف قاض بمرجوحية هذه الأوجه جميعها فتأمل.وفي الآية على ما هو الأولى في تفسيرها وإعرابها رد على المعتزلة في قولهم: العبد خالق لأفعاله ونصرة لأهل السنة في قولهم لا خالق إلا الله تعالى: {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} استئناف مقرر للنفي المفهوم مما تقدم قصدًا، ولم يجوز جار الله أن يجعل صفة لخالق كما جعل {يَرْزُقُكُمْ} صفة له حيث قال: ولو وصلت جملة {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} كما وصلت {يَرْزُقُكُمْ} لم يساعد عليه المعنى لأن قولك هل من خالق آخر سوى الله لا إله إلا ذلك الخالق غير مستقيم لأن قولك هل من خالق سوى الله إثبات لله تعالى فلو ذهبت تقول ذلك كنت مناقضًا بالنفي بعد الإثبات. اهـ.وبين صاحب الكشاف وجه المناقضة على تقدير أن يكون غير الله صفة بأن الكلام مسوق لنفي المشاركة في الصفة المحققة أعني الخلق فقولك هل من خالق آخر سوى الله إثبات لله تعالى ونفى المشارك له فيها ثم وصف الآخر بانحصار الإلهية فيه يكون لنفي خالقيته دون تفرد بالإلهية والتفرد بالإلهية مع مغايرته لله تعالى متناقضان لأن الأول ينفيه تعالى عن ذلك علوا كبيرًا والثاني يثبته مع الغير جل عن كل شريك ونقص، ثم قال: والتحقيق في هذا أن هل لإنكار ما يليها وما تلاه إن كان من تتمته ينسحب عليه حكم الإنكار بالبقية وإلا كان مبقي على حاله نفيًا وإثباتًا، ولما كان الكلام في الخالقية على ما مر لم يكن الوصفان أعني تفرد الآخر بالإلهية ومغايرته للقيوم الحق مصبًا له وهما متناقضان في أنفسهما على ما بين فيلزم ما ذكره جار الله لزومًا بينًا. اهـ.وقد دفع بتقريره ذلك كثيرًا من القاعل والقيل بيد أنه لا يخلو عن بحث، ويمكن تقرير المناقضة على تقدير الوصفية بوجه أظهر لعله لا يخفى على المتأمل، ويجوز أن يكون المانع من الوصفية النظم المعجز وحاكمه الذوق السليم والكلام في ذلك طويل فتأمل، والفاء في قوله تعالى: {فأنى تُؤْفَكُونَ} لترتيب إنكار عدولهم عن التوكيد إلى الإشراك على ما قبلها كأنه قيل: وإذا تبين تفرده تعالى بالألوهية والخالقية والرازقية فمن أي وجه تصرفون عن التوحيد إلى الشرك، وقوله تعالى: {وَإِن يُكَذّبُوكَ فَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ} الخ تسلية له عليه الصلاة والسلام بعموم البلية والوعد له صلى الله عليه وسلم والوعيد لأعدائه، والمعنى وإن استمروا على أن يكذبوك فيما بلغت إليهم من الحق المبين بعدما أقمت عليهم الحجة وألقمتهم الحجر فتأس بأولئك الرسل في الصبر فقد كذبهم قومهم وصبروا فجملة {قَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ} قائمة مقام جواب الشرط والجواب في الحقيقة تأس، وأقيمت تلك الجملة مقامه اكتفاء بذكر السبب عن ذكر المسبب، وجوز أن تجعل هي الجواب من غير تقدير ويكون المترتب على الشرط الإعلام والإخبار كما في قوله تعالى: {وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ الله} [النحل: 3 5] وتنكير رسل للتعظيم والتكثير الموجبين لمزيد التسلية والحث على التأسي والصبر على ما أصابه عليه الصلاة والسلام من قومه أي رسل أو لو شأن خطير وعدد كثير {وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور} لا إلى غيره عز وجل فيجازي سبحانه كلا منك ومنهم بما يليق، به، وفي الاقتصار على ذكر اختصاص المرجع به تعالى مع إبهام الجزاء ثوابًا وعقابًا من المبالغة في الوعد والوعيد ما لا يخفى.وقرىء {تُرْجَعُ} بفتح التاء من الرجوع والأول ادخل في التهويل. اهـ. .قال صاحب روح البيان: سورة فاطر:مكية.وآيها خمس وأربعون.{الْحَمْدُ} أي: كل المحامد مختصة بالله تعالى لا تتجاوز منه إلى من سواه وهو وإن كان في الحقيقة حمد الله لذاته بذاته لكنه تعليم للعباد كيف يحمدونه.واعلم أن الحمد يتعلق بالنعمة والمحنة إذ تحت كل محنة منحة فمن النعمة العطاس وذلك لأنه سبب لانفتاح المسام أي: ثقب الجسد واندفاع الأبخرة المحتبسة عن الدماغ الذي فيه قوة التذكر والتفكر فهو بحران الرأس كما أن العرق بحران بدن المريض ولذا أوجب الشارع الحمد للعاطس.قال ابن عباس رضي الله عنهما: من سبق العاطس بالحمدوقى وجع الرأس والأضراس ومن المحنة التجشي وفي الحديث: «من عطس أو تجشا فقال: الحمدعلى كل حال دفع الله بها عنه سبعين داء أهونها الجذام».والتجشي تنفس المعدة وبالفارسية: بدروغ شدن وذلك لأن التجشي إنما يتولد من امتلاء المعدة من الطعام فهو من المصائب في الدين خصوصًا إذا وقع حال الصلاة ويدل عليه أنه عليه السلام كان يقول عند كل مصيبة: «الحمد على كل حال» ثم رتب الحمد على نعمة الإيجاد أولًا إذ لا غاية وراءها إذ كل كمال مبني عليها فقال: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرض} إضافته محضة لأنه بمعنى الماضي فهو نعت للاسم الجليل ومن جعلها غير محضة جعله بدلًا منه وهو قليل في المشتق والمعنى مبدعهما وخالقهما ابتداء من غير مثال سبق من الفطر بالفتح بمعنى الشق أو الشق طولًا كما ذهب إليه الراغب كأنه شق العدم بإخراجهما منه والفطر بالكسر ترك الصوم وعن ابن عباس رضي الله عنهما ما كنت أدري ما فاطر السموات حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها أي: ابتدأت حفرها قال المبرد فاطر خالق مبتدىء، ففيه إشارة إلى أن أول كل شيء تعلقت به القدرة سموات الأرواح وأرض النفوس وأما الملائكة فقد خلقت بعد خلق أرواح الإنسان ويدل عليه تأخير ذكرهم كما قال: {جَاعِلِ الملائكة رُسُلا} إضافته محضة أيضًا على أنه نعت آخر للاسم الجليل ورسلًا منصوب بجاعل واسم الفاعل بمعنى الماضي وإن كان لا يعمل عند البصريين إلا معرفًا باللام إلا أنه بالإضافة أشبه باللام فعمل عمله فالجاعل بمعنى المصير والمراد بالملائكة جبرائيل وإسرافيل وميكائيل وعزرائيل والحفظة ونحوهم.ويقال: لم ينزل إسرافيل على نبي إلا على محمد صلى الله عليه وسلّم نزل فأخبره بما هو كائن إلى يوم القيامة ثم عرج.وفي إنسان العيون: نزل عليه ستة أشهر قبل نبوته فكان عليه السلام يسمع صوته ولا يرى شخصه.والرسل جمع رسول بمعنى المرسل والمعنى مصير الملائكة وسائط بينه تعالى وبين أنبيائه والصالحين من عباده يبلغون إليهم رسالاته بالوحي والإلهام والرؤيا الصادقة.قال بعض الكبار: الإلقاء إما صحيح أو فاسد فالصحيح إلهيّ رباني متعلق بالعلوم والمعارف أو ملكي روحاني وهو الباعث على الطاعة وعلى كل ما فيه صلاح ويسمى إلهامًا والفاسد نفساني وهو ما فيه حظ النفس ويسمى هاجسًا أو شيطاني وهو ما يدعو إلى معصية ويسمى وسواسًا {أُوْلِى أَجْنِحَةٍ} صفة لرسلًا وأولوا بمعنى أصحاب اسم جمع لذو كما أن أولاء اسم جمع لذا وإنما كتبت الواو بعد الألف حالتي الحر والنصب لئلا يلتبس بإلى حرف الجر وإنما كتبوه في الرفع حملًا عليهما، والأجنحة جمع جناح.{مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} صفات لأجنحة فهي في موضع خفض ومعناها اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة أي: ذوي أجنحة متعددة متفاوتة في العدد حسب تفاوت مالهم من المراتب ينزلون بها من السماء إلى الأرض ويعرجون أو يسرعون بها فإن ما بين السماء والأرض وكذا ما بين السموات مسيرة خمسمائة سنة وهم يقطعونها في بعض الأحيان في وقت واحد ففي تعدد الأجنحة إشارة إلى كمالية استعداد بعض الملائكة على بعض والمعنى أن من الملائكة خلقًا لكل منهم جناحان وخلقًا لكل منهم ثلاثة وخلقًا آخر لكل منهم أربعة.وروي- أن صنفًا من الملائكة له ستة أجنحة بجناحين منها يلفون أجسادهم وبآخرين منها يطيرون فيما أمروا به من جهته تعالى وجناحان منها مرخيان على وجوههم حياء من الله تعالى ويفهم من كلام بعضهم أن الطيران بكل الأجنحة كما قال عرف تعالى إلى العباد بأفعاله وندبهم إلى الاعتبار بها فمنها ما يعلمونه معاينة من السماء والأرض وغيرهما ومنها ما سبيل إثباته الخبر والنقل لا يعلم بالضرورة ولا بدليل العقل فالملاكة منه ولا يتحقق كيفية صورتهم وأجنحتهم وأنهم كيف يطيرون بأجنحتهم الثلاثة والأربعة لكن على الجملة يعلم كمال قدرته وصدق حكمته انتهى.وروي- عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه رأى جبريل ليلة المعراج وله ستمائة جناح منها اثنان يبلغان من المشرق إلى المغرب ودل هذا وكذا كل ما فيه زيادة على الأربع أنه تعالى لم يرد خصوصية الأعداد ونفي ما زاد عليها.وذكر السهيلي أن المراد بالأجنحة في حق الملائكة صفة ملكية وقوة روحانية وليست كأجنحة الطير ولا ينافي ذلك وصف كل جناح منها بأنه يسد ما بين المشرق والمغرب هذا كلامه كما في إنسان العيون.يقول الفقير: لا يجوز العدول عن الظاهر مع إمكان الحمل على الحقيقة وقد تظاهرت الروايات الدالة على إثبات الأجنحة للملائكة وإن لم تكن كأجنحة الطير من حيث إن الله تعالى باين بين صور المخلوقات والملائكة وإن كانوا روحانيين لكن لهم أجسام لطيفة فلا يمنع أن يكون للأجسام أجنحة جسمانية كما لا يمنع أن يكون للأرواح أجنحة روحانية نورانية كما ثبت لجعفر الطيار رضي الله عنه.والحاصل أن المناسب لحال العلويين أن يكونوا طائرين كما أن المناسب لحال السفليين أن يكونوا سائرين ومن أمعن النظر في خلق الأرض والجو عرف ذلك ويؤيد ما قلنا أن البراق وإن كان في صورة البغل في الجملة لكنه لما كان علويًا أثبت له الجناح نعم أن الأجنحة من قبيل الإشارة إلى القوة الملكية والإشارة لا تنافي العبارة هذا.وفي كشف الأسرار وردت في عجائب صور الملائكة أخبار يقال: إن حملة العرش لهم قرون وهم في صورة الأوعال.وفي الخبر «إن في السماء ملائكة نصفهم ثلج ونصفهم نار تسبيحهم يا من يؤلف بين الثلج والنار ألف بين قلوب المؤمنين» وقيل لم يجمع الله في الأرض لشيء من خلقه بين الأجنحة والقرون والخراطيم والقوائم إلا وضعف خلقه وهو البعوض وفيه أيضًا كما قال عليه السلام: «المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده» فالملائكة وإن طاروا من الأرض إلى السماء في أسرع وقت فأهل الشهود طاروا إلى ما فوق السماء في لمحة بصر فلهم أجنحة من العقول السليمة والألباب الصافية والتوجهات المسرعة والجذبات المعجلة اجتهدوا بقوله عليه السلام: «لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل»:{يَزِيدُ} الله تعالى فإن زاد مشترك بين اللازم والمتعدي وليس في اللغة أزاد {فِى الْخَلْقِ} في أي: خلق كان من الملائكة وغيرهم فاللام للجنس والخلق بمعنى المخلوق {مَا يَشَاءُ} كل ما يشاء أن يزيده بموجب مشيئته ومقتضى حكمته من الأمور التي لا يحيط بها الوصف فليس تفاوت أحوال الملائكة في عدد الأجنحة وكذا تفاوت أحوال غيرهم في بعض الأمور تستدعيه ذواتهم بل ذلك من أحكام المشيئة ومقتضيات الحكم وذلك لأن اختلاف الأصناف بالخواص والفصول بالأنواع إن كان لذواتهم المشتركة لزم تنافي لوازم الأمور المتفقة وهو محال.والآية متناولة لزيادات الصور والمعاني.فمن الأولى حسن الصورة خصوصًا الوجه قيل ما بعث الله نبيًا إلا حسن الشكل وكان نبينا عليه السلام أملح يعني: بر يوسف عليه السلام مليحتر وشيرين تر بود فمن قال كان أسود يقتل كما في هدية المهديين إلا أن لا يريد التقبيح بل الوصف بالسمرة والأسود العرب كما أن الأحمر العجم كما قال عليه السلام: «بعثت إلى الأسود والأحمر».ومنها ملاحة العينين واعتدال الصورة وسهولة اللسان وطلاقته وقوة البطش والشعر الحسن والصوت الحسن وكان نبينا عليه السلام طيب النغمة وفي الحديث «أشد أذنًا للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب قينة إلى قينته» أي: من استماع مالك جارية مغنية أريد هنا المغنية وفي الحديث «زينوا القرآن بأصواتكم» أي: اظهروا زينته بحسن أصواتكم وإلا فجل كلام الخالق أن يزينه صوت مخلوق ورخص تحصين الصوت والتطريب ما لم يتغير المعنى بزيادة أو نقصان في الحروف.ومنها حسن الخط وفي الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم «الخط الحسن يزيد الحق وضحًا» وهو بالفتح الضوء والبياض وفي الحديث «عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق».يقول الفقير: حسن الخط مما يرغب فيه الناس في جميع البلاد فاستكمال صنعة الكتابة من الكمالات البشرية وإن كانت من الزيادات لا من المقاصد وقد يتعيش بعض الفقراء بمنافع قلمه ولا يحتاج إلى الغير فتكون المنةعلى كل حال:ومن الثانية كمال العقل وجزالة الرأى وجراءة القلب وسماحة النفس وغير ذلك من الزيادات المحمودة در حقايق سلمى آورده كه تواضع در اشراف وسخا در اغنيا وتعفف درفقرا وصدق در مؤمنان وشوق در محبان.فالمراد بعلو الهمة التعلق بالمولى لا بالدنيا والعقبى.ويقال: يزيد في الجمال والكمال والدمامة.يقول الفقير: هذا المعنى لا يناسب مقام الامتنان كما لا يخفى على أهل الإذعان {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ} بليغ القدرة على كل شيء ممكن وهو تعليل بطريق التحقيق للحكم المذكور فإن شمول قدرته تعالى لجميع الأشياء مما يوجب قدرته على أن يزيد كل ما يشاؤه إيجابًا بينًا فقد أبان سبحانه أن قدرته شاملة لكل شيء ومن الأشياء الإنقاذ من الشهوات والإخراج من الغفلات والإدخال في دائرة العلم والشهود الذي هو من باب الزيادات فمن استعجز القدرة الإلهية فقد كفر ألا ترى إلى حال إبراهيم بن أدهم حيث تجلى الله له بجمال اللطف الصوري أولًا وأعطاه الجاه والسلطنة ثم منّ له باللطف المعنوي ثانيًا حيث أنقذه من حبس العلاقات وخلصه من أيدي الكدورات وشرفه بالوصول إلى عالم الإطلاق والدخول في حرم الوفاق.
|